كثير الأصحاب يبقى بلا صاحب
قصة من التراث الجزائري أحببت أن اقرأها و إياكم
دخل شاب على والده
قال الأب: أريد أن أخبرك أمر يا ولدي كثرة الاصحاب التي تشغلك عن كل شيء ليس نافعة لك
رد الشاب: إن أصحابي أكتافا لي إن احتجت لن يبخلوني
الأب: بحكم الخبرة يا بني صديق واحد مخلص خير من عشرين لا طائل منهم
الشاب: أنا اعلم أن أصدقائي جيدون و لن يخذلون إن احتجت إليهم
الأب: افعل ما تريد يا ابني لكن تذكر أني نصحتك
الأب الحكيم لم يتوقف عند النصح فقط بل أراد أن يعلم ابنه درسا مفيدا... تعالوا نكمل أحداث القصة فما سيأتي مشوق جدا...
الأب دخل مسرعا للبيت ينظر وراءه. يحمل كيسا كبيرا
الابن: ما يحدث يا أبي و ما بالك خائف هل يطاردك احد. و ما في الكيس الذي تحمل
الأب: لقد كنت مدين لأحدهم بالمال و لما شدد علي لأعيده تشاجرت معه و دون قصد مني قتلته و هذه جثته. علينا إيجاد من يساعدنا في دفنها و مواراتها سريعا.
الابن: و من سيساعدنا في دفنها و إيجاد حل لهذه المصيبة.
الأب: اذهب لأصدقائك و اطلب منهم العون
ذهب الابن إلى أصدقائه و طرق باب أول واحد و روى له ما جرى
الصديق: أريد أن أساعدك حقا يا صديقي لكن والدتي مريضة و تحتاج من يبقى بجانبها
و كان كل ما يطرق باب احدهم تنزل عليه اعتذارات و حجج واهية للهروب من مساعدة الشاب في مصيبته
عاد الشاب لأبيه يجر أذيال الخيبة
الأب: أين أصدقائك يا بني هل رفضوا أن يعينوك و انت بحاجتهم حقا
الابن: لقد ذهبت إليهم كلهم لكني لم الق مساعدة من أي منهم
الأب: أسد إلي خدمة أخيرة و اذهب إلى فلان ابن فلان في المكان الفلاني و قل له أبي قتل رجلا و هو بحاجة إلى مساعدتك في دفنه و إيجاد حل للمشكلة
ذهب الشاب إلى الرجل الذي وصفه أبيه، طرق بابه و اخبره القصة، لم يكمل الشاب سرد الأحداث حتى كان الرجل قد استعد و حمل فأسا و سار مسرعا مع الشاب
دخل الرجل إلى الساحة و وجد جثة القتيل مغطاة بازار نزع عنها الغطاء لينظر في أمرها، و إذا بالجثة خروفا مذبوحا
اقترب الأب الحكيم من ابنه المدهوش الذي لم يفهم ما يجري
الأب: كم صديقا لديك يا بني
الشاب: أكثر من عشرين
الأب: عندما قصدتهم هل أعانوك
الشاب: لا
الأب: لي صديق واحد عندما قصدته ما قال لك
الشاب: لم يجبني حتى بل أسرع إليك ليساعدك
الأب: هل اتضحت لك الصورة الآن يا ابني، صديقا واحدا نافعا لك و أمينا على أسرارك أحسن من عشرين صديق لا تجد منهم وقت الجد واحدا
فهم الشاب الدرس و شكر والده استمتعوا بأكل الخروف المشوي
أرجو أن تعجبكم هذه القصة من التراث القبائلي الجزائري