ملك من الملوك سقط ملكه في أيد الأعداء
فجلس ينظر إلى مملكته بقصورها و ساحاتها. يتأمل أشجارها و جبالها، أنهارها و تلالها.
شاهدته والدته يندب حظه و يبكي على ملكه الفائت فقالت له بكل ثقة و رجاحة عقل
أتبكي كالنساء على ملك لم تدافع عنه كالرجال
تنسب الدموع و الضعف دائما للنساء، هن من تملك القلوب الرحيمة و العواطف الحساسة، و تردد دائما على الرجل الذي يبكي عبارات تقول أتبكي كما النساء، أنت رجل و الرجال لا يبكون.
هل ولد الرجال دون غدد دمعية و نحن لا نعلم؟؟؟
كان رسولنا يقول إن رأيت أخا لي يبكي افرح و احزن، افرح أن له قلبا رحيما يحس بالفقير و المظلوم و يرأف باليتيم ، و احزن أن بأخي شيئا كدره لا اعلمه
الدموع ليست بهذا الضعف الذي يتصوره الرجال، القلب الذي لا يبكي كيف تتوقع منه الرحمة، كيف يربت على كتف يتيم.
إن الرحمة في قلوبنا جميعا نساء و رجالا ، لكن القوامون علينا يسعون جاهدين لإخفائها و كأن العواطف جرائم و الدموع عار.
من لا يبكي لا يحس و من لا يحس لا يضحك و لا يلعب و لا يحب... إنها بهذه السهولة ترابط يوصلنا إلى حقيقة أن الله انزل كل شيء بقدر معلوم لا زيادة و لا نقصان.
فلا هي انهار دموع و لا هي الصحارى جفافا، إنما دموع تذيب قسوة القلوب
و نحن في شهر الرحمة توضئ و صل ركعتين و الناس نيام و ابكي لله
فالدموع تحرق ما كان منا و نحن في غمرة ساهون
الليل ستر و دموع تنجيك... كان الرسول يبكي و أبو بكر يردد آية واحدة الليل بطوله و يبكي حتى تبتل لحيته...و عمر حتى يسمع صوت بكائه ...و أنت هل تبكي راجيا رحمة الله؟؟؟
ربنا يحب دموع عباده و يفرح بتذللنا لجلاله ... اترك دموعك توصلك لما قد يبعدك عنه الجفاء و قسوة القلب...
لا تنسوني بدعائكم