عبرة لمن اراد ان يعتبر
بسم الله الرحمان الرحيم
سافر أب الى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة.. سافر سعيا وراء الرزق وكانأبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام
ارسل الأب رسالته الاولى إلا أنهملم يفتحوها ليقرؤا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب.. وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة فى علبة قطيفة.. وكانوايخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كلرسالة ارسلها ابوهم
ومضت السنون
وعاد الاب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط
فسأله الأب : أين أمك؟؟
قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكنمعنا مالا لننفق على علاجها فماتت
قال الاب : لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الاولىلقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال
قال الابن: لا..
فسأله أبوه واين اخوك؟؟
قال الابن : لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم
تعجب الاب وقال : لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التى طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتى إليّ
رد الابن قائلا : لا..
قال الرجل : لاحول ولا قوة إلا بالله.. واين اختك؟
قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذى ارسلتْ تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة
فقال الاب ثائرا :الم تقراهي الآخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذاالزواج
قال الابن: لا لقد أحتفظنا بتلك الرسائل فى هذه العلبة القطيفة.. دائمانجملها ونقبلها, ولكنا لم نقرأها
تفكرت فى شأن تلك الأسرة وكيف تشتت شملهاوتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الاب اليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسهاوالمحافظة عليها دون العمل بما فيها
ثم نظرت إلى المصحف.. الى القرآن الكريم لموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب
ياويحي ..
إننى اعامل رسالة الله لي كما عامل هؤلاء الابناء رسائل أبيهم
إنني أغلق المصحف واضعه فى مكتبي ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها
فاستغفرت ربي واخرجت المصحف.. وعزمت على ان لا أهجره ابداًلا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
التوقيع: