[]كان كل مذاق للسعادة عندي. لا أرى أي شيء دونه, حتى وجدت به جدران عالمي وحلمي البعيد.
فيكفي أن ألمحه لأحس بأنني مررت في لحظة على أطراف الكرة الأرضية من الشمال إلى الجنوب.
ويكفي أن أسمع صوته لأحس بأني أملك أوتار الحب كله .
يكفي أن اراه لأسافر بعيــــــدا إلى مدينة سحرية كل ما بها رائع.
كنت أحبه ومازلت , أجده الدائرة التي لا أستطيع تجاوزها . فلا أحاول المغامرة , وما أسعدني بهذه الدائرة .
ورغم أنه صامت في معظم الأحيان فهو لا يتكلم عن عواطفه ’ كل شيء يجب أن أفهمه أنا بطريقتي وتخميني.
يكتفي هو ببعض الكلمــــات في لحظات الشوق وأنا أكتفي بها لتقتات عليها عواطفي حتى إشعار آخر.
وهذا هو سر عذابي , فأنا أحبه رغم أنه مجهـــــــــول .في غربتي معه أزداد آلتصاقي به حتى فضلت أي وطن داست خطـاه به.
فضلت صمته العذب , جعلته حاجزي الصعب , وفي لحظة مات الحب في أحشائي , عندما حدثتني هي عن ذاك الذي أحبته , أخذت تصفه .. ملامحه .. أحاديثه .. أسلوبه .. ثم طريقة لبسه.. ونوع سيارته.. وآثات بيته..
كانت ترسم ملامحه التي احفظها عن ظهر قلب على ورقة بيضاء ..
نعم.. هو بكل ملامحه أحس به يقفز من بين شفتيها.
التهب وجهي وتاهت ملامحي , رحلت مقلتي بعيدا وأنا أتساءل لماذا ؟ نعم.. هو حصني , فلماذا أخافني حصني ؟ ولماذا فرت مني الدائرة ؟ لماذا دهس على حلمي وبراءة حبي ؟
هل أواجهه أم أصمت ؟ هل أحرق قلبي و أنسى ؟ لكن أين هو ؟ فهو مسافر ولن يأتي الأن . جاء الليل .. وبدأت أذرعة الظلام تطرق رأسي دخلت غرفتي وكل مابي يبكي , دارت حولي الدمــــــــوع حتى نمت ,
عندما صحوت جاءتني مكالمة : انتظريني حبيبتي فاليوم اصلك , وبدون سابق انذار تراكمت أشواقي . زحف حبي بجيوشه العنيدة وأخذت أعد اللحظات للقائه . نعم .. أنا أحبه حتى إن عرف غيري .. أنا أحبه ويكفيني أنه يسمع صدى حبي كل لحظة.
هو حبي فكيف أسيء الظن بحبي ؟ كيف أصدق كلامها وصرخات الدفاع تشق صدري وقلبي المجنون بحبه وهمساته وأيامنا .. وإن رأى أخرى .. يكفي أنني من سكنت قلبه حتى لو كان وهمـــــــا.